أحدث ما نشر

السبت، 13 أكتوبر 2012

أخطئت يا فاروق و أصبنا نحن

أن أردنا أن نحكم على عمر الفاروق و ندلي بمفاهيمنا خلال كل شؤون خلافته فنقول أنه أخطأ.أردنا أن نحكم على فاروقنا الذي فرق بين الحق و الباطل بمفاهيمنا الإعجازية التي تكاد بالكاد أن يفهمها شخصٌ ذو عقلٍ راجح ، و بتصرفاتنا التي جعلتنا من أمةٍ رفعها الله بعزها و بنهجها و بلغتها لغة القرآن ، و لكن نحن كما قال فينا الفاروق نحن قومٌ إعزنا الله بالأسلام فإن ابتغينا العزة من غيرة أذلنا الله ).
                 

                 

أتدرون بماذا أخطأ ؟!   

 هكذا أخطأ . أخطأ عمر لأنه عاش مع رعيته .. يتلمس حاجات هذا .. ويستمع لمطالب تلك .. ويحمل الدقيق ليـُـطعم أطفالاً جياعوالأولى بالحاكم أن يترفع عن هذا .. أن لا يختلط أبداً بالعامة .. ومن كانت له حاجة فليكتب معروضاً .. ثم تتكون من أجل المعروض لجنة تعقبها لجنة .. حتى يضيع المعروض في الأدراج .. وبهذا يستمر الأمل في المحكوم .. ويستمر الحاكم بمظهرٍ حسن.

وقفة :           
لماذا حال العرب و المسلمين يزداد سوءاً يوم بعد يوم ؟ 
لماذا تطمر سمعتنا و تدس بالتراب ؟! لماذا حينما نقارن بالغرب نجدهم ذا مستوىً أفضل منا بكثير ؟!

الجواب:         

لإننا و ببساطة ابتغينا بغير الله فأذلنا و نستحق ما علينا من ذل .لماذا أيام عمر الفاروق لا يعود كسابق عهده ؟!

الجواب:          

لإنه و ببساطة يسعى جميع حكامنا إلى المناصب التي لا تسمن و لا تغني من جوع .

الخطأ الثاني :    

أخطأ عمر عندما لم يتحصن بالعسكر و الحرس و الجيش .. لم يكن يلبس سترة مضادة للرصاص .. لم يكن يركب سيارة مضادة للصواريخ ..

والأولى بالحاكم أن يهرب من الموت قدر المـُـستطاع .. فأولى الأولويات آمن الحاكم و الحفاظ على سلامته وصحته .. فهو الوطن و الوطن هو .. وإذا ما إشتكى الحاكم تداعى له الوطن بالسهر و الحمىإن الأضمن للحاكم يا عـُـمر الفاروق أن يتحصن خلف الحواجز المنيعة .. فما يـُـدريك ربما أحد الرعية مـُـصابً بالزكام فتزكم .. أو أن أحدهم يضمر الشر تجاهك فتضيع الدولة .. فالحيطة من الرعية هي الغاية .

وقفة :               

ثم أن هذا خطأٌ فادح لإنه و ببساطة أيها الحاكم أنت المواطن و أنت الحاكم و أنت الوحيد الذي خُلقَ لتحكم دولتك و من قال أن هنالك شخصٌ يستطيع أن يعترض على حكمك العادل أقول لك لا تخشى شيئاً و احكم و من اعترض عليك فإليه بالموت .. قال الله تعالى :( يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء و يذل من يشاء ).

الخطأ الثالث:        

فتعلم يا عمر منا اليوم .. كيف نحيا على الكفاف .. بلا كرامة .. بلا حقوق .. بلا أحلام .. وأن المهم لدينا أن نحيا و أن نرضى بأي حياة
تعلم كيف يكون العدل أساس المـُـلك حقاً .. فالقانون لا يحمي المـُـغفلين .. وكل المواطنين مـُـغفلين .. يـُـستثنى من هذا الفاسدين .. وأصحاب المناصب الرفيعة .. وأصحاب الفضيلة .. ثم أصحاب السمو و المعالي
تعلم كيف تجلب الإحترام إلى دولتك .. بالركوع أكثر أمام الجميع .. وأن تعتبر طلبات العدو أوامر .. وأن تدعم المفاوضات السياسية السلمية .. و تدعم في نفس الوقت مبدأ إستهلاك المال العام في شراء أسلحة وهمية .. وبناء جيوشٍ من ورق.
تعلم كيف يخافك الرعية .. بأن تترك الحـُـسبة تـُـحاسب الناس على الضمائر .. و أن تصلب فرداً من الشعب ليرتدع البقية .. و أن توجه كل قوتك على رأس المواطن .. وبهذا فقط سيستمر الحكم لك
تعلم يا عـُـمر أن الدعوة لا تنتشر بالعدل و المعاملة الحسنة و مراقبة الله في السر و العلن ومحاسبة الكبير قبل الصغير .. فيكفي قليلاً من المنشورات و الأشرطة الدينية .. وجزى الله المـُـحسنين إذا ما زادوا كـُـتيباً عن الإسلام باللغة الفلبينية
تعلم منا فإننا برجالنا و نسائنا و شيوخنا .. بالرضع و المساكين و الفقراء .. بالحاكم و حاشيته و جلاديه .. وبكل حدودنا .. لم نعد نساوي في عـُـرف الأمم إلا الغثاء
تعلم .. فإنك لو تعلمت هذا لما بنى الفرس لقاتلك ضريحاً .. لو تعلمت هذا لبنى الجميع لك تمثالاً من ذهب يـُـطاف حوله .. كعادتنا دائماً أمام كل طاغية .. كعادتنا دائماً ننصاع لمن ينشر الظلم .. ونقول لمن ينتشر العدل في الأرض .....أخطأت.

وقفة :                  

ماذا نتوقع من عمر الفاروق ليفعل إن كان لايزال في مجتمعنا هذا المتصلب الذي باد يخسر دينه و عرضه و كرامته يهدر الدماء بالظلم يقتل الكبير و الصغير كحال أخواننا في سوريا ..أصبحنا في شتاتٍ كبير أصبح حالنا أقذر من حال الكفار أصبحنا أناسٌ بلا كرامة هل هذا ما كنا نريده لأنفسنا أن يكون؟ هل هذا حقاً ما أراد حكامنا بنا؟صدقاً يا عمر الفاروق حكمت . عدلت . أمنت . فنمت

0 التعليقات: